كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



15- وقوله جل وعز: {ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق} آية 17 قال أبو عبيدة أي سبع سموات.
وحكى غيره أنه يقال طارقت الشيء أي جعلت بعضه فوق بعض فقيل للسموات طرائق لأن بعضها فوق بعض.
16- وقوله جل وعز: {وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض} آية 18.
معنى {فأسكناه في الأرض} جعلناه فيها ثابتا كما روي أربعة أنهار من الجنة في الدنيا الفرات ودجلة وسيحان وجيحان قرئ على أبي يعقوب إسحق بن إبراهيم بن يونس عن جامع بن سوادة قال حدثنا سعيد بن سابق قال حدثنا مسلمة بن على عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنزل الله جل وعز من الجنة خمسة أنهار سيحون وهو نهر الهند وجيحون وهو نهر بلخ ودجلة والفرات وهما نهرا الفرات والنيل وهو نهر مصر أنزلهما الله جل وعز من غير واحدة من عيون الجنة في أسفل درجة من درجاتها على جناحي جبريل صلى الله عليه وسلم فاستودعها الجبال واجراها في الأرض وجعل فيها منافع للناس من أصناف معايشهم وذلك قوله جل وعز وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله جل وعز جبريل عليه السلام فرفع من الأرض القرآن والعلم وهذه الأنهار الخمسة فيرفع ذلك إلى السماء وذلك قوله تعالى {وإنا على ذهاب به لقادرون} فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض إلى السماء فقد أهلها خير الدين والدنيا والآخرة».
17- وقوله جل وعز: {وشجرة تخرج من طور سيناء} آية 20 المعنى وأنشأنا شجرة قال أبو عبيدة الطور الجبل وسيناء اسم. وقال الضحاك سيناء الحسن، قال أبو جعفر والمعروف أن سينا اسم الموضع.
18- ثم قال جل وعز: {تنبت بالدهن} آية 20 ويقرأ {تنبت بالدهن} وفيه ثلاثة أقوال أحدها أن الباء زائدة وهذا مذهب أبي عبيدة كما قال الشاعر:
هن الحرائر لا ربات أحمرة ** سوء المحاجر لا يقرأن بالسور

وقيل الباء متعلقة بالمصدر الذي دل عليه الفعل فقيل نبت وأنبت بمعنى كما قال الشاعر:
رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم ** قطينا لهم حتى إذا أنبت البقل

وهذا القول مذهب الفراء وأبي إسحاق ومعنى {تنبت بالدهن} وتنبت بالدهن عندهما واحد والمعنى تنبت ومعها الدهن كما تقول جاء فلان بالسيف أي ومعه السيف.
19- ثم قال جل وعز: {وصبغ للآكلين} آية 20 وصبغ وصباغ بمعنى واحد قال قتادة يعني الزيتون.
20- وقوله جل وعز: {إن هو إلا رجل به جنة} آية 25 {جنة} أي جنون فتربصوا به حتى حين.
قال الفراء ليس يراد بالحين وقت بعينه انما هو كما تقول دعه إلى يوم ما.
21- وقوله جل وعز: {وقل رب أنزلني منزلا مباركا} آية 29 منزل وإنزال واحد والمنزل موضع النزول والمنزل بمعنى النزول كما تقول جلس مجلسا والمجلس الموضع الذي يجلس فيه.
22- وقوله جل وعز: {وأترفناهم في الحياة الدنيا} آية 33 معناه وسعنا عليهم حتى صاروا يؤتون بالترفه وهي مثل التحفة.
23- وقوله جل وعز: {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون} آية 35 قال سيبويه وهما جاء مبدلا من هذا الباب قوله تعالى: {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون} يذهب إلى أن أن الثانية مبدلة من الأولى وأن المعنى عنده أيعدكم أنكم مخرجون إذا متم قال سيبويه وكذلك أريد بها وجئ ب أن الأولى لتدل على وقت الإخراج والفراء والجرمي وابو العباس يذهبون إلى أن الثانية مكررة للتوكيد لما طال الكلام كان تكريرها حسنا.
والأخفش يذهب إلى أن الثانية في موضع رفع بفعل مضمر دل عليه إذا والمعنى أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما يحدث إخراجكم كما تقول اليوم القتال والمعنى عنده اليوم يحدث القتال ويقع القتال قال الفراء وفي قراءة ابن مسعود {أيعدكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما عنه إنكم مخرجون} قال أبو إسحاق ويجوز أيعدكم إنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما إنكم مخرجون لأن معنى أيعدكم أيقول لكم.
24- وقوله جل وعز: {هيهات هيهات لما توعدون} آية 36 قال قتادة: أي للبعث قال أبو جعفر العرب تقول هيهات هيهات لما قلت وهيهات ما قلت فمن قال هيهات لما قلت فتقديره البعد لما قلت ومن قال هيهات ما قلت فتقديره البعيد ما قلت وفي هيهات لغات ليس هذا موضع ذكرها.
25- ثم قال جل وعز: {إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا} آية 37 يقال كيف قالوا نموت ونحيا وهم لا يقرون بالبعث ففي هذا أجوبة:
أ- منها في الآية تقديم وتاخير والمعنى ما هي إلا حياتنا الدنيا نحيا فيها ونموت كما قال تعالى: {واسجدي واركعي}.
ب- ومنها أن المعنى نموت ويحيا أولادنا.
ج- وجواب ثالث وهو ان يكون المعنى نكون مواتا أي نطفا ثم نحيا في الدنيا.
26- وقوله جل وعز: {قال عما قليل ليصبحن نادمين} آية 40 والمعنى عن قليل وما زائدة للتوكيد.
27- وقوله جل وعز: {فجعلناهم غثاء} آية 41 والمعنى فأهلكناهم وفرقناهم والغثاء ما علا الماء من ورق الشجر والقمش لأنه يتفرق ولا ينتفع به.
28- وقوله جل وعز: {ثم أرسلنا رسلنا تترى} آية 44 قال أبو عبيدة أي بعضها في إثر بعض قال أبو جعفر وهذا قول أكثر أهل اللغة إلا الأصمعي فإنه قال تترى من واترت عليه الكتب أي بينها مهلة.
وتترى الأصل فيه من الوتر وهو الفرد فمن قال تترى بالتنوين فالأصل عنده وترا ثم أبدل من الواو تاء كما يقال تالله بمعنى والله. ومن قرأ {تترى} بلا تنوين فالمعنى عنده كهذا إلا أنه جعلها ألف تأنيث ويقال تتر كما يقال وتر والمعنى أرسلناهم فردا فردا إلا أنه قد روى على بن أبي طلحة عن ابن عباس {ثم أرسلنا رسلنا تترى} قال يقول يتبع بعضها بعضا.
29- وقوله جل وعز: {وجعلناهم أحاديث} آية 44 قال أبو عبيدة أي مثلنا بهم ولا يقال في الخير جعلته حديثا.
30- وقوله جل وعز: {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} آية 50 قال قتادة ولدته من غير أب قال أبو جعفر ولم يقل آيتين لأن الآية فيهما واحدة ويجوز أن يكون مثل قوله تعالى: {والله ورسوله أحق أن يرضوه}.
31- وقوله تعالى: {وأويناهما إلى ربوة} آية 50 روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله جل وعز: {وآويناهما إلى ربوة} قال نبئت أنها دمشق قال أبو جعفر وكذا المعروف من قراءة ابن عباس إلى ربوة ويقال ربوة بفتح الراء ويقال رباوة بفتح الراء والألف وقرأ بها الأشهب العقيلي ويقال رباوة بالألف وضم الراء ويقال رباوة بكسر الراء ومعناه المرتفع من كل شيء ومعنى الربوة ما ارتفع من الأرض يقال ربا إذا ارتفع وزاد ومنه الربا في البيع وقد اختلف في معنى هذا الحرف فقال ابن عباس ما ذكرناه وكذلك روى يحيي بن سعيد عن سعيد بن بن المسيب {وآويناهما إلى ربوة} قال دمشق وروى معمر عن قتادة قال بيت المقدس وقال كعب الأحبار بيت المقدس أقرب إلى السماء بثمانية عشر ميلا وقال وهب بن منبه مصر وروى سالم الأفطس عن سعيد بن جبير {وآويناهما إلى ربوة} قال النشز من الأرض وقال الضحاك ما ارتفع من الأرض وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم «أن الربوة ههنا الرملة». فاما ابن زيد فقال إلى ربوة من ربى مصر قال وليس الربى إلا بمصر والماء حين يرسل تكون الربى عليها القرى ولولا الربى غرقت تلك القرى قال أبو جعفر والصواب أن يقال إنها مكان مرتفع ذو استواء وماء ظاهر.
32- ثم قال تعالى: {ذات قرار ومعين} آية 50 قال قتادة ذات ماء وثمار وروى سالم عن سعيد بن جبير ذات قرار مستوية معين ماء ظاهر وروى على بن الحكم عن الضحاك ومعين قال الماء الجاري. قال أبو جعفر معنى ذات قرار في اللغة يستقر فيها والذي قال سعيد بن جبير حسن ومعين فيه ثلاث تقديرات إحداهن أن يكون مفعولا قال أبو إسحاق هو الماء الجاري في العيون فالميم على هذا زائدة كزيادتها في مبيع وكذلك الميم زائدة في قول من قال إنه الماء الذي يرى بالعين وقيل إنه فعيل بمعنى مفعول قال على بن سليمان يقال معن الماء إذا جرى وكثر فهو معين وممعون قال وأنشدني محمد بن يزيد بيتا لم يحفظ منه إلا قوله:
وماء ممعون

قال ويقول معين ومعن كما يقال رغيف ورغف.
والقول الثالث حدثناه محمد بن الوليد عن أحمد بن يحيي عن ابن الأعرابي قال معن الماء يمعن معونا جرى وسهل وأمعن أيضا وأمعنته أنا ومياه معنان.
33- وقوله جل وعز: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا} آية 51 قال أبو إسحق هذا مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم ودل الجمع على أن الرسل كلهم كذا أمروا أي كلوا من الحلال.
34- وقوله جل وعز: {وأن هذه أمتكم أمة واحدة} آية 52 المعنى ولأن أي ولأن دينكم دين واحد وهو الإسلام فاتقون.
35- ثم أخبر أن قوما فرقوا أديانهم فقال جل وعز: {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} آية 53 قال قتادة أي كتبا قال الفراء أي صاروا يهود ونصارى وقرأ الأعمش {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} وهو جمع زبرة أي قطعا وفرقا.
36- ثم قال جل وعز: {كل حزب بما لديهم فرحون} آية 53 أي معجبون.
37- ثم قال تعالى: {فذرهم في غمرتهم حتى حين} آية 54 قال قتادة في غمرتهم أي في جهالتهم حتى حين قال مجاهد حتى الموت.
38- ثم قال تعالى: {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات} آية 55- 56 الخبر محذوف والمعنى نسارع لهم به وهذا قول أبي إسحق ولهشام الضرير فيه قول وهو أن ما هي الخيرات فصار المعنى نسارع لهم فيه بغير حذف أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين مجازاة لهم وخير وقرأ عبد الرحمن بن أبي بكرة {يسارع لهم في الخيرات} بالياء وكسر الراء 3 وهذا يجوز أن يكون على غير حذف أي يسارع لهم الأمداد ويجوز أن يكون فيه حذف ويكون المعنى يسارع الله لهم به في الخيرات.
39- وقوله جل وعز: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون} إلى قوله جل وعز: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} آية 60 57 قال عبد الرحمن بن سعيد الهمذاني عن عائشة رضي الله عنها قالت: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} أهو الرجل يزني أو يسرق أو يشرب الخمر فقال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ألا يتقبل منه».
وروى ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله جل وعز: {والذين يؤتون ما آتوا} قال يعطون ما أعطوا قال أبو جعفر هكذا روي هذا وهكذا معنى يؤتون يعطون ولكن المعروف من قراءة ابن عباس {والذين يأتون ما أتوا} وهي القراءة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عائشة ومعناها يعملون ما عملوا كما روي في الحديث.
40- وقوله جل وعز: {أنهم إلى ربهم راجعون} آية 60 قال الفراء المعنى من أنهم وقال أبو حاتم المعنى لأنهم إلى ربهم راجعون.
41- ثم قال تعالى: {أولئك يسارعون في الخيرات} آية 61 قال أبو جعفر سارع وأسرع بمعنى واحد إلا.
42- ثم قال جل وعز: {وهم لها سابقون} آية 61 فيه ثلاثة أقوال المعنى وهم إليها سابقون كما قال بأن ربك أوحى لها أي أوحى إليها وأنشد سيبويه:
تجانف عن جو اليمامة ناقتي ** وما قصدت من أهلها لسوائكا

وقيل معنى وهم لها من أجلها أي من أجل اكتسابها كما تقول أنا أكرم فلانا لك أي من أجلك وقيل لما قال وهم لها سابقون دل على السبق كأنه قال سبقهم لها.